• عالم صدام حسين

مهدي حيدر

تقديم عن رواية عالم صدام حسين:

بدأ الهجوم عند الثانية فجراً بتوقيت بغداد، وكان صدام حسين نائماً ببذلة كاكية مثقلة بالنياشين، وبحذاء عسكري، مع مسدس في حزام جلد يزنر وسطه، وراء مكتب ضخم من خشب السنديان، في مقر محصن تحت مدرجات ملعب كرة قدم يبعد خمسة كيلومترات عن المجمع الرئاسي، حيث أقام 12 سنة محاطاً بحرسه الجمهوري منذ أعلن الرئيس أحمد حسن البكر على التلفزيون، وأمام الأمة جمعاء واعتزاله وتنحيه عن كل مناصبه لأسباب صحية.

اقتباس من رواية عالم صدام حسين:

تستمر رواية عالم صدام حسين في عرض الانفجارات الأولى أيقظت سكان بغداد، وأطلقت صرخات في الأحياء السكنية وهتافات تكبير مذعورة، مع أبواق سيارات متقطعة ثم متصلة، وفي ذلك الليل الفظيع، فإنه لم تكن توقظ الرئيس النائم في ملجأ نووي تحت الأرض، وابل صواريخ تزن أطناناً تساقط على قصور صدام الرئاسية في أنحاء البلاد، وصواريخ كروز توماهوك الموجهة من بعد قذفتها الفرقاطة الأميركية ميدوري الراسية في مياه الخليج.

فسقطت على الجانب الشرقي من القصر الجمهوري القديم وأحالته ركاماً، والموجة الأولى من الغارات الجوية دمرت مولدات الكهرباء، وهدمت مجمعاً كاملاً تابعاً لوزارة الدفاع، والصحافيون الذين هرعوا قافزين السلالم إلى سطح فندق الرشيد مع آلات تصوير ومصابيح وأجهزة اتصال معطلة بسبب موجات التشويش، وشاهدوا بناء في الجهة البعيدة يسقط مائلاً مثل برج ويستقر في سرير دجلة.

وفي أحداث رواية عالم صدام حسين في الظلام امتزجت أصوات الإنفجارات بهدير الطائرات وبلعلعة ثاقبة مصدرها المضادات الأرضية، خلال لحظات تحول الفضاء إلى جهنم حمراء – صفراء بأضواء بارقة وأسهم نارية، والموجة الثانية من الغارات زرعت في أنحاء المدينة عدداً لا يحصى من الحرائق، وكل شيء بدا خيالياً، وأحس الواقفون على سطح فندق الرشيد أنهم يعيشون معاً مناماً واحداً غريباً.

اقتباس آخر من رواية عالم صدام حسين:

من مكان قريب تصاعدت رائحة شواء، ومخزن طيور الدجاج، وعند الزاوية وكان يشتعل، وشعلة اللهب وبلغت السماء، والرئيس صدام حسين رئيس الوزراء، حيث رواية عالم صدام حسين تتحدث عن أمين عام القيادة القطرية لحزب البعث والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وفي رواية عالم صدام حسين فقد أحس بارتجاج المكتب تحت ذراعه ورأسه، وأراد أن يفتح عينيه وسمع أيضاً قرعاً على الباب، ولكنه كان يعيش مرة أخرى، ومن دون أن ينجح في الخروج من ذلك الفخ، وذلك زمناً قديماً، وذلك الزمن البعيد الذي سبق خروجه الثاني من بيت أمه في قرية شويش إلى بيت خاله خير الله في تكريت، ويتبين ذلك في تفاصيل رواية عالم صدام حسين.

وفي بقية أحداث رواية عالم صدام حسين في ذلك الزمن البعيد حين أعادوه من تكريت إلى بيت أمه صبحة في قرية شويش، وبعد أن زج الإنجليز خاله في السجن، ولم يكن صدام بلغ الخامسة بعد، وطوال شهور اعتاد أن يسأل أمه عن خاله خير الله، أين هو طوال شهور ظل جوابها واحداً في السجن.

ويتحدث أبناء القرية في رواية عالم صدام حسين عن مطاردة صدام حسين في الأزقة ويرمونه بالحجارة، حيث كان بلا أب، وخلال غيابه في تكريت اقترنت أمه الأرملة بعمة حسن إبراهيم، وبرجوعه إلى القرية وجد صدام نفسه هدفاً لضربات هذا العم الغريب، واكتشف أن الناس ينادون عمه حسن الكذاب، وهو ما وضحته رواية عالم صدام حسين حين سأله عن السبب، ذاق طعم عصا ملبسة بالزفت الصلب للمرة الأولى في حياته.

دار النشر المكتبة العامة
تاريخ النشر 2014
عدد الصفحات 416
القسم
ملاحظات للإبلاغ عن رابط لا يعمل أو كتاب له حقوق

تعليقات الفيس بوك