• حكومة الظل

منذر القباني

 اقتباس من كتاب حكومة الظل:

  • يستهل كتاب حكومة الظل الحديث عن كيفية بدء الطائرة واستعدادها للهبوط إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، ونظر نعيم الوزان من النافذة ليرى أنوار المدينة تكاد تضيء في هذه الليلة الغائمة سماءها.
  • سيد نعيم الرجاء ربط حزامك فالطائرة على وشك الهبوط، وقالت المضيفة وعلى وجهها ابتسامة خجل من أن يكون طلبها قد ضايق السيد نعيم.
  • ربط نعيم الوزان حزامه وهو يرد الابتسام بمثلها: المعذرة لقد نسيت.
  • ويستكمل كتاب حكومة الظل من حيث: كان نعيم الوزان يفكر في تفاصيل رحلته إلى المغرب، فالرحلة ليست فقط من أجل العمل، ولكن هناك الجانب الشخصي الخاص بصديقه ومعلمه الدكتور عبد القادر بنوزاني والذي لم يره منذ ثلاثة أعوام عندما غادر عبد القادر السعودية بعد خمس عشرة سنة من تدريس مادة التاريخ المعاصر بجامعة الملك سعود بالرياض.
  • وكان تعارفهما حسب كتاب حكومة الظل عن طريق قاعة المحاضرات وشغف طالب العلوم الإدارية المتفوق بمادة التاريخ، فبالرغم من كون التاريخ مادة غير إلزامية لنعيم، إلا أنه قد سجلها كمادة حرة مع أشد أستاذ في القسم.
  • التاريخ هو مفتاح فهم الحاضر وقراءة المستقبل، وكان دائماً يقول لرفقائه المتسغربين من فعلته الفدائية مخاطراً بمعدله التراكمي نتيجة صعوبة الحصول على درجة عالية مع الدكتور عبد القادر المشهور بمعياره العالي الذي يقيس به طلابه، وأريد من الطالب أن يظهر اهتماماً ورغبة في البحث عن الجواب، ويقول كتاب حكومة الظل أنتم تريدون أجوبة جاهزة والحياة ليست هكذا.
  • كان دوما ما يقول لطلابه وهم يلومونه على صعوبة الحصول على درجات في مادته: اهتمام ورغبة في البحث عن الجواب، ولكن أي جواب عن أي سؤال فالأسئلة كثيرة والأجوبة قليلة.
  • التاريخ حسب كتاب حكومة الظل إن فهمت الماضي سيرشدك إلى حل ألغاز الحاضر واستشعار المستقبل، وكان دائماً يردد الدكتور عبد القادر هذه العبارة لنعيم كلما التقيا في مكتبة بالجامعة بعد المحاضرة.
  • وكان نعيم قد وجد في شخص الدكتور عبد القادر أكثر من أستاذ، وكان مرشداً، وشعله تضيء له في غياهب أحداث الحاضر والماضي، ولا شك أن أستاذ مادة التاريخ قد وجد في شغف نعيم للمعرفة بكافة أشكالها، التربة التي يحلم بها أي معلم في تلميذ.
  • مزجك بين المعارف الأدبية والعلمية سيجعل منك رجل أعمال ناجح، وكان ما دوماً يقول لنعيم وها هو بعد ثلاثة أعوام منذ أن غادر د. عبد القادر بنوزاني مدينة الرياض ليتبوأ منصب نائب مدير جامعة محمد الخامس بالرباط العاصمة الهادئة للمغرب، يأتي نعيم إلى مدينة أستاذه لينهي محادثات إنشاء التجمع العربي التركي للاتصالات الذي يسعى لتقديم عرض للترخيص الثالث للجوال بالسعودية.
  • ثلاثة أيام مدة كافية لكي استكمال محادثاتي مع الشريك المغربي، ولكن الليلة سهرة ثقافية مع الدكتور عبد القادر، وكان يفكر نعيم الوزان أثناء هبوط الطائرة، وساعة واحدة فهي مسافة الطريق من مطار الدار البيضاء إلى منزل الدكتور عبد القادر بالرباط.
  • نعم ساعة واحدة بين المطار والمنزل، ولكن دقائق معدودة هي التي كانت تفصل بين نعيم الوزان وبداية رحلة اكتشاف تغوص في بحر من الغموض تقود إلى ألغاز من غياهب التاريخ.
  • في هذه الأثناء كان طلعت أحمد نجاتي جالساً في ردهة استقبال فندق الدلتا بمدينة تورنتو الكندية، وينتظر قدوم موشي جولد، وكان الفندق يعج بالصحفيين الذين قدموا إلى تورنتو مثل طلعت نجاتي ليغطو اجتماع الدول الصناعية الثمانية.

دار النشر الدار العربية للعلوم ناشرون
تاريخ النشر 2007
عدد الصفحات 174
القسم
ملاحظات للإبلاغ عن رابط لا يعمل أو كتاب له حقوق

تعليقات الفيس بوك

x