• سيدات زحل للروائية العراقية

لطفية الدليمي

نبذة مختصرة عن رواية سيدات زحل:

تتناول رواية سيدات زحل الحديث عن عالم من التشويق والإثارة، حيث تتناول الحديث عن تحليل الرواية، والتي تعطيك الشعور بأنها تحكي حياة تعيشها وأنك ابن هذا الزمان، وابن هذا البلد، وهي ما تفرضه الرواية بشكل مميز، كما أنها تتناول خيارات مختلفة، وهي من الأمور الغريزية والمعاني في سرديتها المتميزة، والتي تحكي واقع مميز، وهي تتحدث عن الواقع المشوه للتاريخ في زاهي وذكريات جميلة مسخت بفعل جنون القسوة ،وانقلاب الادوار من نشأة عظيمة لارض غنية اصبحت الان لا تعرف هويتها ولمن تنتمي، وهذا بحق ما تمنحه لنا رواية سيدات زحل للكاتبة العراقية الكبيرة لطفية الدليمي من شعور عند قراءتنا لها ،حيث تمتزج الازمنة بين التاريخ الثري والواقع الذي حطمته الحروب والمستقبل الذي يكون حلما بعيدا يزور الحياة كل حين، من خلال تفاصيل رواية سيدات زحل.

محتويات رواية سيدات زحل:

تتناول الرواية الحديث عن قصة سيدات زحل، وهي قصة خمس نساء عراقيات، وصحفية فرنسية يعشن واقع الحرب في العراق وتداعياتها، وما نتج عنها من إرهاب وعنف وضياع، وتأثيرها على النساء وما ينتظرهن في الخارج من وحوش آدمية مما حول حياتهن ،التي كانت سلفا حياة معذبه بكل ماسبق، لتتحول الحياة الى الجحيم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، بغداد تحولت لمدينة تنفي ابناءها الى الموت او الاغتراب، وما هي بغداد، وغول، وقدر، وثقب جدار أسود سينتهي بالتهام نفسه، وهي ما تتساءل عنه رواية سيدات زحل.

سبب وتفاصيل التسمية ورواية سيدات زحل:

تتناول رواية سيدات زحل الحديث عن تشويق، ومن هنا اقترنت تسمية السيدات بالكوكب زحل الكوكب الذي يوصف بكونه كوكب نحس وسعد يرتبط وصفهن به في العنوان، كونهن هن ضحايا الحروب، ولكن دوما نجدهن في الواقع هن من تعتمد عليهن الحياة في اعادة كل شيء، بعد كل ما تمنحه الحروب من خراب ويأس وموت تقع النساء تحت طائلة القدر المنحوس، لكنهن يصمدن بقوة غير مفهومة، لا نعرف هل هي قوة الامل، ام قوة الحب، ام قوة البلد الذي نشأن به وهو يضع بصمته عليهن بكل شيء ويعلمهن النهوض دوما كالعنقاء تتجدد من رمادها وتنبثق لتعود للحياة، ومن خلال أمور أخرى تعرضها رواية سيدات زحل.

اسم رواية سيدات زحل:

يمكن عرض تفاصيل رواية سيدات زحل من خلال اسم البطلة، وهي اسم تم اختياره بعمق وقصدية لتتحرك من خلاله ارادة الساردة في بعث شحنات الامل مع كل توصيفات الموت واليأس ويتجسد من خلاله الوعي بكل الطبقات التي تكوّن أيَّ حياة، وإنّ حياة البابليّ ذات التاسعة والثلاثين سنة، هي امرأة جميلة حالمة ، تنتمي طبقيّاً إلى الطبقة الوسطى، سليلة أسرة عريقة الجذور تسكن بغداد او ان بغداد تسكن بها كما تظهرها الروايه .

هي البطلة في سردية تحكي آلام الروح لها ولعدد من الشخصيات التي تلبست ارواحهم او افكارهم هذه السيدة كلهم يحدثوننا عن عن حكايا تدين بالنتيجة الحرب والسلطة والطبقة الحاكمة التي كانت تسيطر على المجتمع بصورة جلبت الكثير من الفواجع والانحسار للامل بمستقبل مشرق ، رواية تسرد فواجع زمنها العصيب لذا نجد حياة البابليّ المشتتة الهوية ما بين حياة البابليّ وآسيا كنعان ” وهو اسمها المزوّر في جواز سفر حياة، هي بصورة رمزية تمثل حبها الاوحد ،تمثل بغداد التي ضاعت بين شد وجذب كأنها الحلم السرمدي للجميع ،لتكون هي بغداد لكل من راوده الحلم وله وحده ولا تكون حقا لغيره.

المدينة التي عاشت عبر الحروب والحصار، وما أعقبهم من الاقصاء والطائفية، التي اسست للجحيم المستعر على أرضها.وهي حياة نفسها الامينة على نقل رؤى عمها الذي يذوب عشقا في بغداد العم قيدار الذي خطفت زوجته على يد أحد جلاوزة النظام، فأختفى هو الاخر بعد اعتقاله بتهمة النشاط السياسي المحظور، رؤاه الرقيقة رغم حزنها تحكي فسيفساء الوجود البغدادي الحالم الذي ينتمي لحضارة وفن وجمال لا ينتهي، يعاند كل مظاهر الدمار والسلبية والخوف الجاثم في النفوس . لتاخذنا الحـكايـا واحدة بعد أخرمن خلال سرد سيداتها والدخول في حياتهن لتصف الانكسار الذي حل في مدينة مبتلاة بالشؤم التي كأنها وقعت تحت تأثير كوكب زحل في فترة شؤمه الطويلة كما يشرح العم قيدار ذلك في احدى صفحات الرواية

“سيدات زحل” رواية ساحرة لروائية متمكنة من ادواتها وقدرتها الشعرية الرقيقة ورؤيتها الثاقبة لتضعنا بمواجهة قدرية الموت وقيامة الوجود الانساني بالضد من الموت بالحب والشغف بالحياة ،ولعنة الشؤم يقابلها الاستحقاق الطبيعي للحياة مهما تعاونت الاقدار ضدنا بالاغتراب والضياع ، رواية تكشف لنا خصوصية الانتماء مع جمالية التحليق في عوالم اخرى تمنح الحلم ابعادا ثرية ورؤية صائبة في تشخيص الاخطاء وترسم الدرب الذي كان لا بد ان يكون بديلا عن كل هذا الدمار والخسارة والفقدان وهو درب الحب وحب الجمال .

نبذة عن السيدة لطفية الدليمي:

كاتبة وصحفية عراقية. حاصلة على الليسانس في الأدب العربي، عملت في مجال التدريس على مدى سنوات ثم محررة للقصة في مجلة الطليعة الأدبية ثم مديرة تحرير مجلة الثقافة الأجنبية.
نشرت قصصها ومقالاتها في معظم الصحف والمجلات الثقافية العراقية والعربية في كل من مصر وتونس والمغرب وسوريا والأردن واليمن ولبنان. ترجمت قصصها إلى الإنكليزية والرومانية والإسبانية وترجمت روايتها عالم النساء الوحيدات إلى اللغة الصينية.

رأي مؤلفة رواية سيدات زحل:

لقد جازفت كثيرا في حياتي ، ومضيت في المخاطر دونما تهيب اوخوف، وها أنا اتوهج في ذاتي وأكون انا كما اريد واكتب كما اتشهى لأنني اخترت مغادرة المحدود الى اللانهائي وتوطنت فيه، انا اولد من جديد كل صباح واخترع تقاويمي واصنع لى ماضيا من الشروق حتى الغسق لأنقضه في الصباح التالي وأتوطن في الحاضر – تعلمت من الحب انه انبثاق للدفق الكوني في الجسد ومعراج للروح والعقل ، مبالاة بمصير العالم ،مخاض للحرية والحلم -تعلمت ان كل كتاب أنجزه يمنحني ولادة جديدة وكل شغف يداهمني يقيم مهرجان نور في دمي وكل موقف شجاع يعزز معنى الانسان لدي ، وكل عصيان للوصايا ميلاد اجنحة ، أبحر في زمني وسط النوء وامضي بكل نقائصي وصفاتي وهفواتي عابرة الظلمات كشجرة تضيء ذاتها بحرائقها -وبزيت الحب والامل بمرارة الالم ومقاومته بملذات السعادة الوامضة ولوعة فقدان الوطن اسرج مصباحي وامضي قدما في المتاهة الحياة، وهذه الكلمات منها تنبئنا اي شموخ واي ارتقاء تملكه هذه النخلة الباسقة من بلادي وهي التي نذرت حياتها للكتابة لنشر المحبة وزرع الانتماء الجميل وترجمت اهم الكتب العالمية لمفكرين مهمين واصدرت مناجاتها مع عمالقة الادب في حواريات خيالية ابدعت بها وجعلتها مادة رائعة لمن يهوى هذا النوع من الادب الراقي

دار النشر المكتبة العامة
تاريخ النشر 2019
عدد الصفحات 230
القسم
ملاحظات للإبلاغ عن رابط لا يعمل أو كتاب له حقوق

تعليقات الفيس بوك