نبذة تعريفية عن كتاب هسيس اليمام:

يتحدث كتاب هسيس اليمام باختصار عن عالم سعيد في عوالم طالما غلفها الغموض والسرية، ومن خلال العوالم الخمس في النساء لتتصارع فيها الرغبات مع القيود الاجتماعية والأخلاقية والدينية، ورحلة يتنصب فيها القارئ لصوت هسيس النار المتأججة في أجساد خمس يمامات يتناهبهن سعير الرغبة ويقيدهن واقع حياتهن وما يفرضه عليهن من التزامات، وهي مغامرة جريئة رصدت المخفي من جبل جليد حيوات خمس نساء عراقيات.

عبر رحلة تكشف تداخل خيوط حياتهن ومصائرهن وتصوره لنا كاشفة المسكوت عنه في حياة المرأة في مجتمعنا، كما أنه يتحدث عن خمس يمامات هن بطلات العمل وتكتمل الحكاية مع ظل رجل يلوح هنا او يغيب هناك ليؤدي دوره في ادامة اضطرام الاحتراق، فهذا ملخص عن كتاب هسيس اليمام ويمكنك الاطلاع على تفاصيل أخرى أكثر تفصيلاً بعد الانتهاء من قراءة كتاب هسيس اليمام.

اقتباس من كتاب هسيس اليمام:

يمكن اقتباس بعض الفقرات والتي تم اقتباسها من الرواية ومنها:

موتي يا موتي العزيز، أهكذا يجب أن أبدأ حملة بوحي هذه، هكذا كما يفعل الغربيون بالضبط حين يخاطبون مذكراتهم العزيزة، وحقاً أنا لا أعرف إن كانوا يفعلون ذلك بالفعل ولأنني لم أعاشرهم، ولكن هذا لم يفعلونه في الأفلام، وموتي يا موتي العزيز، ويروق لي ذلك، وسأتعود عليه بالتأكيد وأنا أكتب مذكراتي هذه، والمذكرات يا لهذا الاختراع الغريب.

ألا تعني المذكرات الكتابة، فلم يكتب المرء إن لم يكن هناك قارئ، والأغرب أن الجميع يدعي أنه يخشى على مذكراته من أعين القراء، أي فعل غريب هو هذا، ولكن هذا ما يفعلونه، أو يدعونه في الأقل، فيكتبون للاأحد وفي أعماقهم يتمنون قارئاً، سأتجاوز جميع البشر وأكتب لك لأني أشعر بك كصديق أمين، وصديق سأجده ينتظرني حتماً يوم اللقاء، وأنت صديقي ولذلك سأكتب لك، أنا لا أخفي عليك، كان بودي أن أكتب لبشر، أن تخفف عن أحمالي هذه بالبوح بها لبشر يفهمني لا يحكم علي، ولكن بشرنا لا يمكنهم إلا أن يحكموا، لا يمكنهم أن يستسيغوا ما سأكتب، ما سأبوح به وما سأقول، بل لعله سيخيفهم، ويرعبهم، بل سيكون بمثابة الحكم بالإعدام على صورتي في وجداني، لا مستحيل أن أفعل ذلك بل سأكتب لك وحدك.

موتي يا موتي العزيز أنا لا أخطط للقائك قريباً، وإذا ما زال الطمع بمتع الحياة يتملكني، ولكن سأكتب هذه الأوراق وأحفظها لك، ولا أعرف كيف، ولكني سأتدبر أمري لأجعلها تدفن معي من دون أن يطلع عليها أحد، وهكذا يكتمل اللقاء، ولقاؤنا أنا وأنت ومعي صحيفة أعمال، لا يبدو الأمر منطقياً، أليس كذلك، وأعرف ولكن ما همني إن رؤوا أوراقي بعدما أرحل، ولن يهمني طبعاً، بل لعله سيكون مفيداً أن يطلعوا عليها فنحن نحتاج أحياناً إلى ضربات قوية على رؤوسنا لنصحوا، المهم هو فقط أن يطلعوا عليها وأنا في قيد الحياة.

أنا أعرف يا موت بأنني سأكون بأمان وراحة معك بعدما تعذبت كثيراً في هذه الحياة، ولكن السؤال الذي يقلقني هو هل كان عذابي ظلماً، أم أني أستحقه، أنا لا أعرف، ولذلك سأبوح لك لعلي خلال البوح أكتشف أشياء جديدة، فمثل هذا يحدث أحياناً، ولم يجب على الناس من حولي أن يكونوا بهذه السذاجة.