في عالم الأدب الوثائقي والسياسي، تبرز بعض الكتب ليس لمجرد سردها أحداثاً تاريخية، بل لقدرتها على هزّ الضمير الجمعي وإثارة الأسئلة المحرمة يأتي كتاب “من قتل وليد؟” للكاتب والإعلامي اليمني “خلف زون” في صدارة هذه الكتب. إنه ليس مجرد تحقيق صحفي في جريمة قتل فردية، بل هو تشريح دقيق لجسد مجتمع مريض بالفساد، وانعكاس صارخ لصراع القبيلة والدولة، وتأريخ لتحولات الثورة اليمنية وما بعدها.

ما قصة الكتاب؟

يدور الكتاب حول الجريمة التي هزّت اليمن في ديسمبر 2011، وهي اغتيال الشاب “وليد القرشي” برصاصة في العاصمة صنعاء. لم تكن الجريمة عادية، فوليد كان شاباً متعلماً من أسرة مرموقة، والقاتل المباشر ينتمي إلى أحد أقوى أفراد الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهو العميد “عبد الله القاضي”.

ما بدأ كحادث فردي، تحول إلى قضية رأي عام تحوّلت إلى شرارة لحراك شعبي واسع تحت شعار “من قتل وليد؟”. يوثق خلف زون، بشغف الصحفي ودقة المحقق، مسار هذه القضية منذ اللحظة الأولى للجريمة، مروراً بالمظاهرات المطالبة بالقصاص، والملاحقات القضائية المتعثرة، والضغوط السياسية الهائلة التي مورست لإسقاط الحق العام.

المحاور الرئيسية التي يتناولها الكتاب:

الفرد ضد الجبروت: يمثل وليد رمزاً للفرد العادي الذي يطالب بحقه في مواجهة آلة الدولة الفاسدة. الكتاب يرصد كيف يمكن لقضية واحدة أن تتحول إلى رمز للنضال ضد الإفلات من العقاب.

تشريح النظام اليمني السابق: من خلال تتبع خيوط القضية، يكشف خلف زون عن طبيعة النظام الذي كان قائماً، حيث تذوب فيه الحدود بين المؤسسة الرسمية والميليشيات الشخصية، وتُستخدم الأجهزة الأمنية لحماية النافذين.

دور الإعلام والشباب: يسلط الكتاب الضوء على الدور المحوري الذي لعبهactivists النشطاء والإعلاميون، وخاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، في كسر حاجز الصمت وإبقاء القضية حية في وجه محاولات طمسها.

العدالة بين القبيلة والدولة: تطرح القضية إشكالية عميقة في المجتمع اليمني: أين تنتهي سلطة الدولة وتبدأ سلطة العرف القبلي؟ وكيف تتعامل الأسرة بين المطالبة بحقها بالطرق التقليدية أو الرضوخ لمنظومة قضائية مشكوك في نزاهتها.

لماذا يجب أن تقرأ هذا الكتاب؟

لفهم جذور الربيع اليمني: إذا أردت أن تفتع الثورة اليمنية beyond العناوين الرئيسية، هذا الكتاب يقدم لك لوحة إنسانية عن الغضب المتراكم الذي فجّرها.

كنموذج للصحافة الاستقصائية: يعد الكتاب نموذجاً ملهماً للصحفيين والكتاب، يظهر كيف يمكن للقلم أن يكون سلاحاً في مواجهة الباطل.

كمرجعية اجتماعية وسياسية: هو وثيقة مهمة لفهم البنية الاجتماعية والسياسية المعقدة في اليمن، والتي ما زالت آثارها ماثلة حتى اليوم.

تحميل كتاب “من قتل وليد؟” PDF – الإشكالية الأخلاقية والقانونية

انتشرت على الإنترنت العديد من الروابط التي تزعم تقديم كتاب “من قتل وليد؟” بصيغة PDF للتحميل المجاني.
لكن يجب التنويه إلى ما يلي:

حقوق الطبع والنشر: الكتاب محمي بقانون حقوق الملكية الفكرية. توزيعه بشكل غير قانوني يعد انتهاكاً لحقوق المؤلف والناشر الذي استثمر جهده وماله فيه.

دعم الكاتب: شراء الكتاب بشكل قانوني هو دعم مباشر للكاتب “خلف زون” ولمجهوده الاستقصائي الكبير، مما يشجعه على مواصلة عمله الصحفي الجريء.

جودة المحتوى: الملفات المتداولة مجاناً قد تكون غير مكتملة، أو منخفضة الجودة، أو تحتوي على أخطاء في النسخ، أو حتى قد تكون مزروعة ببرامج ضارة.

الطريقة الصحيحة والأخلاقية للحصول على الكتاب:

الشراء من المكتبات الإلكترونية: ابحث عن الكتاب في المنصات الموثوقة مثل “نيل وفرات” أو “جملون” أو غيرها من المكتبات العربية التي تبيع الكتب الإلكترونية.

الاتصال بالمكتبات المحلية: يمكنك التواصل مع المكتبات الكبرى في عالمك العربي للاستفسار عن إمكانية توفير نسخة ورقية أو إلكترونية.

البحث في المنصات الأكاديمية: قد يكون الكتاب متوفراً في بعض المكتبات الرقمية الجامعية أو المنصات المختصة بالوثائق والكتب السياسية.

“من قتل وليد؟” ليس سؤالاً عن قاتل بعينه، بل هو استفهام وجودي يوجهه الكاتب للقارئ وللمجتمع بأكمله: من المسؤول عن قتل الأحلام، والعدالة، ومستقبل بلد بأكمله؟ إنه كتاب مؤلم، لكنه ضروري لكل من يريد أن يفهم كيف تتحول الجريمة الصغيرة إلى ملحمة كبرى في سجل نضال الشعوب من أجل الكرامة والعدالة.

أمس احلا يوم أبدا ما توقعت اني لين شفته بتحمس كذا من دخلونا اللاين و صرت قريبه قمت انطط من الحماس😂😂 ممتنة جدا لهاذي الفرصه شكرا خلف و متحمسه للكتاب يرجع لي شغف القراءة 🩷🩷@khalafz1 #من_قتل_وليد pic.twitter.com/lXdv7My0n3

— faiolyn (@faiolyn) October 5, 2025