دار النشر | نهضة مصر للطباعة والنشر |
---|---|
تاريخ النشر | 2017 |
عدد الصفحات | 112 |
القسم | روايات عربية |
عدد المشاهدات | 910 |
ملاحظات | للإبلاغ عن رابط لا يعمل أو كتاب له حقوق |
اقتباس من رواية ماجدولين: ولا عهد لي بمثله، فأظل أنتقل من مكان إلى مكان، وأفر من الحديقة إلى المنزل ومن المنزل إلى الحديقة، كأنني أفتش عن شيء، وما أفتش عن نفسي التي فقدتها ولا أزال أنشدها، فإذا نال مني التعب أريت إلى أشجار الزيزفون في الحديقة لأستريح في ظلالها قليلاً، فلا يكاد يعلق نظري بأول زهرة يروقني منظرها من بين أزهارها حتى أشعر كأني أنتقل من هذا العالم شيئاً فشيئاً إلى عالم جميل من عوالم الخيال، فأتغلغل كما يتغلغل الطائر المحلق في غمار السحب، وتمر بي على ذلك ساعات طوال لا أعود بعدها إلى نفسي إلا إذا شعرت بسقوط الكتاب من يدي، فإذا استفقت وجدتني لا أزال في مكاني، ولا يزال نظري عالقاً بتلك الزهرة الجميلة التي وقفت عليها. يقولون إن فصل الربيع في فصل الحب، وإن العواطف تضطرم فيه اضطراماً فتأنس النفوس بالنفوس، وتقترب القلوب من القلوب وتمتلئ الحدائق والبساتين بجماعات الطير صادحة فوق زواهر الأغصان، وجماعات الناس سائحة بين صفوف الأشجار، أما أنا فلا أصدق من كل هذا شيئاً، فإن أجمل الساعات عندي تلك الساعة التي أخلو فيها بنفسي فأناجيها بهمومي وأحزاني وأذرف من العبرات ما أبرد به
شاهد أيضاً